صالح مدير المنتدى
عدد المساهمات : 57 تاريخ التسجيل : 13/09/2009 الموقع : بوزنيقة
| موضوع: الأمية و السباق إلى المستقبل الخميس 8 أكتوبر - 9:02 | |
| على صعيد أنماط السلوك الاجتماعي فإن الأمية لها تأثيرها في سلوك الأفراد تجاه قضايا مثل التربية والمشاركة السياسية والسلامة النفسية والبدنية والصحية للأبناء، واستغلال الموارد والتطور الثقافي والعلاقات الاجتماعية داخل الأسرة أو بين أفراد المجتمع. كما توجد صلات وثيقة بين التعليم والصحة والتغذية وتحفيز العمل السياسي، وأكد ذلك دراسات كشفت نتائجها أن معدل نقص التغذية مثلا- يصل إلى 20% بين أطفال النساء اللاتي لم يتجاوزن في تعليمهن المرحلة الابتدائية، بالمقارنة مع الأمهات الأميات، وأن الحصول على تعليم أعلى تعليم يمكن أن يحفز العمل السياسي للمطالبة بمزيد من الحقوق الاجتماعية والاقتصادية، وقد لاحظ البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة أنه في سيرلانكا -على سبيل المثال- تعززت دولة الرعاية الاجتماعية استجابة لوجود ناخبين متعلمين وملاحظة العلاقة بين التعليم والتطور. وتظهر أن عمليتي التطور والتغيير تحدثان بانسجام وفي وقت أسرع في المجتمعات التي ينتشر التعليم بين أفرادها، إذ أنه كلما زاد عدد المتعلمين في بلد من البلدان كلما ارتفع الناتج المحلي الإجمالي فيه، بل إننا على المستوى الاجتماعي والعائلي نلاحظ أنه كلما كانت الأم متعلمة انخفض عدد وفيات الأطفال، وكلما كان الأب متعلما تحسنت مستويات التحصيل الدراسي للأبناء، وتلعب الأم والأب في العائلة العربية دورا رئيسيا في التنشئة الاجتماعية ويمكننا تقدير حالة الأطفال في أسرة يقودها أميان. على أن مخاطر الأمية قد تأخذ أشكالاً أخرى في المستقبل مع استمرار الأميين. فبصورة إجمالية تصل نسبة القيد الإجمالي في التعليم الأساسي في الدول العربية نحو 86% من إجمالي الفئة العمرية في سن الالتحاق، وهناك 10% منهم يتسربون قبل الوصول إلى الصف الخامس. فقد أدى عدم التغلب على مشكلة تدني حالة الالتحاق بالتعليم. وزيادة أعداد المتسربين من الصفوف الأولى من التعليم يعني أن هناك مئات الآلاف من الأطفال ينضمون سنويا إلى صفوف الأمية وهؤلاء الذين لا يلتحقون بالتعليم وأولئك المتسربين من المدارس الذين سيصبحون أميين سيتكون منهم مجتمع الغد، ما يعني أن مخاطر الأمية لا تتوقف على الحاضر، بل هي تسبقنا إلى المستقبل. | |
|