الإسلام بصفته رسالة مجالها العالم هو خطاب اتصالي تمارسه الجماعات والأفراد والدول على مر العصور. وأهمية الاتصال على الصعيد الداخلي لا تقلل من أهميته على الصعيد الخارجي، لاسيما في هذا العصر الذي تنوعت فيه العلاقات وتشابكت فيه المصالح.
والاتصال الخارجي مع كونه واجباً تفرضه رسالة الدين، فهو في ظل تزايد بؤر التوتر واتساع حالات الاختلاف أضحى ضرورة وجودية لابد من أدائها من أجل تحقيق قدر من التفاهم وإزالة احتمالات الصدام.
ومن هنا تبرز الأهمية المتجددة للاتصال الخارجي، كما تبرز أهمية تطويره في هذا العصر المتغير.
مفهوم الاتصال الإسلامي الخارجي
اتصال الناس بعضهم ببعض، سلوك فطري وحاجة حيوية تقتضيها نزعة التعارف وضرورات العيش، مثلما هو نشاط رسالي يقوم على الإيمان برسالة يُراد إيصالها.
والاتصال يتضمن التعريف، والتوضيح، والإقناع، وإزالة اللبس وسوء الفهم، ناهيك عن كونه أسلوباً يمكن من خلاله ترجمة روحية التعاطف وإبداء الرغبة في التعاون مع الآخرين.
وعموماً يشير الاتصال إلى العلاقة التي تحدث بين الناس داخل نسق اجتماعي معين أو بين مجموعة أنساق، وقد يتم بشكل مباشر من خلال اللقاء الشخصي بين الأفراد والجماعات، أو بشكل غير مباشر بواسطة الكلمة المسموعة أو المطبوعة أو المرئية أو الإلكترونية، أو عن طريق الصور أو غيرها من الوسائل والأنشطة الأخرى.
أما من حيث حجمه، فقد يحدث بين شخصين أو بين شخص أو جماعة وجماعة أخرى محلية أو إقليمية أو دولية(1).
والاتصال إذ يتم على المستويين الداخلي والخارجي فهو على المستوى الخارجي يمثل ـ كما مهدنا ـ أحد الضرورات التي لم تعد تغفلها الدول والمجتمعات كبيرة كانت أو صغيرة، لهذا فالكثير منها ترصد له الميزانيات وتنشأ من أجله المراكز والمؤسسات. وتُعَد إقامة المؤتمرات والندوات والمعارض واللقاءات ـ علمية كانت أو ثقافية أو سياسية أو رياضية أو فنية أو تجارية ـ مداخل وفرص للاتصال وتحقيق المقاصد (2).
إذا كانت كلمة الاتصال بالمعنى العام تعني نقل المدركات وتحقيق الإقناع عبر تقديم صورة واضحة ومحددة للحقيقة موضع المناقشة، فإن الاتصال بمعناه الإسلامي يضم هذا المعنى ويتسع ليشمل أبعاداً أخرى سنأتي على تبيانها بعد قليل.
تابع الموضوع على الرابط التالي:
http://www.isesco.org.ma/arabe/publications/almoslimoune%20wa%20al%20akhar/p6.php