تُواجه العديد من الأسر مشكلة عناد الأطفال لدرجة تصل الى توتر جو المنزل وتهدد عملية التربية وتوصلها الى طريق مسدود.
ويؤكد علماء النفس على ضرورة التعامل مع الطفل العنيد بطريقة الاستجابة لتصرفه مع التأكيد بأن لا يقوم الأهل بالصراخ وعدم ابداء السخط ان كان الطفل في حالة من السخط الشديد .
أن الأهل يساهمون بدرجة كبيرة في إكساب أطفالهم هذه الصفة وهي العناد.
أن العناد سلوك يتعلمه الطفل أي أنه مكتسب ويلجأ له متبعا طريقة البكاء والإلحاح المستمر للحصول على ما يريد ما يجعل الأهل يلبون له طلبه لتفادي حالة الإزعاج التي يسببها.
وحول أسباب هذه الصفة المكتسبة أن أساليب التنشئة الخاطئة هي السبب في اكتساب الطفل لصفة العناد أن الدلال الزائد والتذبذب في المعاملة أي المعاقبة مرة والتجاهل مرة أخرى يؤدي الى خلق هذه الصفة عند الطفل.
واعود للتأكيد أن علاج هذه الظاهرة يكون بيد الأهل من خلال عدم الرضوخ لطلبات الطفل وبهذا يحولون دون ترسيخ هذه الصفة في نفسيته واستمرارها في النمو معه حتى الكبر.
ونؤكد على ضرورة الاتفاق بين الأب والأم على طريقة التربية وعدم التذبذب في التعامل معه ومحاولة ايصال مفهوم المرونة للطفل من خلال تدريبه على عدم الحصول على أشياء معينة في أوقات معينة مثل الحلويات قبل الغداء وايصال مفهوم احترام القوانين والتعليمات التي ستحكم سلوكه فيما بعد.
وعن أهمية الحوار تبين أن الحوار أمر ضروري للتفاهم بين الأهل والطفل وعدم الاستهانة بعقل الطفل مهما صغر سنه مبينة أن الأطفال لديهم قدرات معرفية لا يستهان بها بالاضافة لعدم السخرية من مشاعر الطفل.
وفي دراسة حول ذات الموضوع نشرت على موقع نسائيات الالكتروني بينت أن العناد سلوك قد يهدد الأسرة أحيانا ويقودها نحو طريق مسدود واخفاق الأهل في ايجاد حلول مناسبة لعناد أطفالهم يسبب مشاكل عديدة.
ويعرف علماء النفس العناد بأنه موقف نظري أو تصرف تجاه مسألة وموقف معين بحيث يكون الشخص المعاند في موقع المعارضة أو الرفض وهذا يعني حسب الدراسة أن العناد سلوك إنساني طبيعي.
وتبين الدراسة أنه أحيانا يكون الطفل على حق في عناده وقد يكتشف الوالدان ذلك واذا كان الطفل على حق فعليهم أن يتراجعوا عن رأيهم أو موقفهم وأن يصرحوا بالأسباب التي بنوا عليها قناعاتهم التامة وفي هذه الحالة سيكون الكبار قدوة للتراجع عن موقف العناد في حياة الطفل ويجب أن يبدأ الآباء والأمهات في ذلك منذ سن الطفولة المبكرة.
وبالنسبة للأطفال الذين هم أكبر سنا فيجب أن نميز بين العناد السلبي والعناد الايجابي لديهم فكثيرا ما يكون العناد نوعا من طرق التعبير عن الوجود أو تأكيد وجود الذات تجاه الآخر لأنه إحدى الطرق السهلة للفت النظر.
وفي ربط بين عناد الطفل وواقع الشخصية تشير الدراسة أنه يجب على الكبار معرفة أن للطفل حقوقا لا تختلف عن حقوق البالغين وأنها ليست حقوقا مع وقف التنفيذ أي أنها مؤجلة حتى يكبر فكثير من الأمور التي يصنفها الكبار بأنها حالة عناد من الصغار تكون بسبب سياسة القمع والسيطرة والانقياد التي تربوا عليها او التي يظنون أنها من مقومات التربية الأفضل أو الأخلاق والتهذيب.
بأن التربية السليمة للطفل من قبل الوالدين من شأنها أن تعدل أي سلوك غير صحيح للطفل الذي يأتي من الأهل دون أن يشعروا مثل الاستجابة لكل طلبات الطفل عندما يصر عليها وهذه مسؤولية الأبوين .
وعن طرق العلاج الى أن الحوار والمرونة في التعاطي مع الطفل هي الحل بالاضافة الى مشاركة الطفل باتخاذ أي قرار مهما كان بسيطا مثل اختيار ملابسه وطعامه.
أن عناد الأم ينعكس على الطفل فكلما أبدت الأم صفة العناد يبادلها الطفل بعناد أكبر.
ونحذر بذات الوقت من ترسيخ هذه الصفة في نفسية الطفل والتي تؤدي فيما بعد الى اكتسابه صفات الأنانية والانفرادية في النقاش عند بلوغه سن الكبر واذا تمادى الانسان في تبنيه لهذه الصفات قد تصل الى شعوره بضرورة الحصول على أي شيء يريده حتى لو بطرق غير مشروعة كالنصب والاحتيال.
ونصح الأهل بالتعامل مع الطفل بطريقة هادئة وعدم تبني مبدأ الغضب والتوجيه الصارم مشيرة أن الطفل كتلة من طين يمكن تشكيلها بشكل سليم من خلال الأسرة والمدرسة وكافة الجهات التي تكمل عملية التربية وايضا استمرار عملية التوجيه من الأهل لأن الجهات التي تربي أصبحت عديدة.