جمعية الآفاق للتربية و الثقافة ببوزنيقة
مرحبا بكم(ن) في منتداكم(ن)
سجل(ي) لكي تشارك(ي) في مواد المنتدى
جمعية الآفاق للتربية و الثقافة ببوزنيقة
مرحبا بكم(ن) في منتداكم(ن)
سجل(ي) لكي تشارك(ي) في مواد المنتدى
جمعية الآفاق للتربية و الثقافة ببوزنيقة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جمعية الآفاق للتربية و الثقافة ببوزنيقة

المقر 116، حي الرياض، بوزنيقة . المغرب- Tél: 0512099251
 
الرئيسيةالرئيسية  PortailPortail  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 الاتصال اللفظى الفعال من خلال خطبة الوداع / د. صليحة بن عاشور

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح
مدير المنتدى
مدير المنتدى



عدد المساهمات : 57
تاريخ التسجيل : 13/09/2009
الموقع : بوزنيقة

الاتصال اللفظى الفعال من خلال خطبة الوداع / د. صليحة بن عاشور Empty
مُساهمةموضوع: الاتصال اللفظى الفعال من خلال خطبة الوداع / د. صليحة بن عاشور   الاتصال اللفظى الفعال من خلال خطبة الوداع / د. صليحة بن عاشور I_icon_minitimeالأحد 15 نوفمبر - 12:06

الاتصال اللفظي الفعَّال من خلال خطبة الوداع
بقلم: د. صليحة بن عاشور*
الاتصال ضرورة إنسانية واجتماعية وحضارية.. وعملية حياتية ديناميكية.. بدونه لا يعيش الإنسان ولا ينمو ولا يتطور.. ولولاه لما وجدنا عالم اليوم بالشكل الذي نراه بكل ما فيه من حضارات وثقافات وعلوم وتجارب.. وهو بالصوت وبالرمز, وبالحرف, وبالإشارة, وبالكلمة.. وبكل ما يمكن أن ينقل تجربة أو رسالة من شخص إلى آخر ومن شخص إلى جماعة ومن جماعة إلى أخرى.
وإذا كان الاهتمام بالاتصال وبدوره في الحياة الإنسانية ظهر قبل القرن الخامس قبل الميلاد، وفي كتابات البابليين وقدماء المصريين وغيرها.. كان من الطبيعي أن نجد الأديان منذ العصور القديمة تدعم أهمية الكلمة ومفعولها.
فما موقع الكلمة كوسيلة من وسائل الاتصال في الفكر الإسلامي؟ وكيف استطاع النبي-صلى الله عليه وسلم- بواسطة اللفظ أن يغير الاتجاهات الفكرية والأنماط السلوكية غير المرغوبة إلى اتجاهات وأنماط سلوكية مرغوبة ويبني بذلك علاقات إنسانية متينة كتبت لها الديمومة والاستمرارية إلى قيام الساعة؟.
هذا ما سأتناوله بالبحث في هذه المداخلة؛ وذلك من خلال تحليل لمحتوى خطبة الرسول- صلى الله عليه وسلم- الشهيرة في حجة الوداع, محاولة إبراز واستنباط ملامح فعالية اتصاله- صلى الله عليه وسلم- اللفظي وإظهار ما يمتلكه- صلى الله عليه وسلم- من مهارات الاتصال المتنوعة التي كان لها الأثر الكبير في بناء صرح العلاقات الإنسانية، هذه المهارات التي يحتاج إليها كل مدير أو رئيس منظمة مع مرؤوسيه، وكل قائد جماعة مع جماعته.
وقبل ذلك: ما معنى الاتصال؟ ما عناصره؟ ما وظيفته؟ وما أنواعه؟ وما موضع ذلك كله من الخطبة؟
1- مفهوم الاتصال:
عرف الفيلسوف اليوناني أرسطو الاتصال بأنه البحث عن كل الوسائل المتاحة للإغراء والإقناع (علي محمد شمو، ص37)
(1)، وعرَّفه غيره: بأنه المجال الواسع لتبادل الحقائق والآراء بين الناس (علي محمد شمو، ص26 )(2)، وقال البعض: الاتصال يتضمن كل أشكال التعبير التي تخدم الغرض الذي يؤدي إلى الفهم المشترك (علي محمد شمو، ص 26) (3)، وعرفه غيرهم: هو عملية نقل المعلومات والأفكار والمعتقدات والاتجاهات بين مرسل ومستقبل بإحدى طرق الاتصال المختلفة بهدف المشاركة الفكرية وتبادل الفهم داخل المنظمة وبناء علاقات إنسانية طيبة (محمد يسري دعبس 1999 ص 45) (4).
وعرَّفه آخر: بأنه عملية إرسال واستقبال للمعلومات بهدف إحداث تغيير إيجابي فهي عملية أساسية للممارسة الفعالة للعملية الإدارية, والتي لا يمكن لتنظيم ما أن تكون له قائمة بدونها (محمد يسري دعبس ص45) (5).
2- نظرياته: ونتج عن هذه المفاهيم وغيرها نظريات, ونماذج للاتصال كثيرة وتختلف هذه النظريات باختلاف نظرة أصحابها إلى عملية الاتصال في حدِّ ذاتها, وإلى عوامل أخرى, ومن بين هذه النظريات ما يلي:
أ- نظرية أرسطو: ففي كتابه (الخطابة) أوضح أن الاتصال هو القدرة على النظر في كل ما يوصل إلى الإقناع في أية مسألة من المسائل، بل يُقسِّم الاتصال إلى ثلاثة عناصر هي:
- الخطيب - الجمهور - الخُطبة
ويُركِّز أرسطو في الموقف الاتصالي لديه على ما يلي:
- أن الخطيب لا بد أن يدرك ما يعتمل في نفوس الجمهور من قيمٍ و مبادئ وأعراف ومعايير وسنن اجتماعية تؤثر في إدراك الجمهور وطريقة تفسيره للرسالة.
- أن الخطبة (القضية) تعد عند أرسطو هي أساس الاتصال؛ حيث يسعى المرسل (الخطيب) إلى إبلاغ الجمهور برسالةٍ ما بهدف توصيل ونقل معلومات معينة يريد أن يفهمها الجمهور كما هي، ويُركِّز أرسطو على ضرورة دراسة خصائص وسمات الجمهور المستهدف (المتلقين) حتى ينجح في توصيل رسالته (خطبته). (محمد يسري دعبس ص 15، علي محمد شمو ص 37-39) (6).
ب- نظرية ابن خلدون: لم يضع ابن خلدون نظرية في الاتصال، ولكن البعض استنتج وجهة نظره في مجال الاتصال من خلال مناهجه في البحث الاجتماعي؛ حيث يُوضِّح ابن خلدون أثر التمييز في تقبل الرسائل الاتصالية ولا يكتفي بذلك، وإنما يطلب في موضعٍ آخر من المستقبل أن يضع كل رسالة تصل إليه في ضوء طبيعة العمران الإنساني، فربما لم يأمن من العثور ومزلة القدم والحيده عن جادةِ الصواب فيشترط مثلاً في خطبة الجمعة التزام الوالي بإلقاء خطبة الجمعة في المسجد الكبير، وأن تكون الخطبة شاملةً جامعةً لكل أمور الدين والدنيا حتى يتعرف المسلمون على كل ما يهمهم في الولاية، وما ينبغي معرفته ويتلقون الأوامر والقرارات الجديدة، فنظريته في الاتصال تتألف من الحقيقة والصدق في الرسالة والأمانة في المرسل والذكاء الاجتماعي في المتلقى (محمد يسري دعبس ص 16) (7).


2- عناصر الاتصال:
عناصر الاتصال خمسة كما جاءت في نموذج بيرلو (
BERLO) وهي: المرسل، المستقبل، الرسالة، قناة الاتصال والتغذية الراجعة (FEED BACK) وهي نفس العناصر التي جاءت في بنية الاتصال عند لازويل LASSWELL)( حيث جاء نموذجه على هيئة أسئلة كما يلي:
مَن يقول؟.. ماذا يقول؟.. ولمن؟.. وبأي وسيلة؟... وبأي أثر؟



من المتكلم
ماذا (الرسالة)
القناة الوسيلة
من الجمهور (المتلقي)
الأثر


الرسالة
نتيجة الاتصال
المرسل
المستقبل
وعليه وبصفةٍ عامة لا تخرج نماذج الاتصال عن العناصر الخمسة السابقة مهما اختلفت المسميات، فعملية الاتصال تبدأ من المرسل وتنتهي بالمستقبل مرورًا بالرسالة وقناة الاتصال (عبد العظيم عبد السلام الفرجاني 2002 ص 10-11، محمد أحمد النابلسي 1991 ص 39)
(Cool.


اتصال مرئي
اتصال سمعي




3- وظائف الاتصال
إذا كانت أهداف الاتصال أو دوافعه يمكن تلخيصها بصورة عامة في تكوين اتجاهات فكرية والتزويد بالمعلومات والمعرفة، والاحتكاك والتعارف إلى جانب التسلية والترفيه، فإن وظائف الاتصال العامة هي الأخرى يمكن تلخيصها في الوظائف الآتية (محمد يسري دعبس ص 48-50، وعلي محمد شمو ص 48-52)
(9):
الوظيفة التثقيفية، الوظيفة التعليمية، الوظيفة الفكرية، الوظيفة السياسية والوظيفة الدينية: حيث يساهم الاتصال بدور فعال في نشر الدعوات والتعاليم الدينية، وتأصيل القيم الدينية بين الناس، وإرساء دعائم المودة والرحمة والتفاعل بينهم على الأسس والمبادئ الدينية التي تقرها الأديان، وتحقيقًا لهذه الوظيفة الأخيرة جاءت خطبة الرسول- صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع.. قال تعالى: ﴿مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ البَلاَغُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتـُمُونَ﴾ (المائدة: 99)، كما لا تخلو الخطبة من الوظائف الأخرى، فهي جاءت جامعة، وتبرز وظيفة الرسول- صلى الله عليه وسلم- في إيصال الحقائق والمعلومات (الوحي) إلى الناس.


4- أنواع الاتصال:
ينقسم الاتصال الإنساني باعتبارات عدة إلى أنواع مختلفة: فباعتبار الأطراف المشاركة مثلاً تنقسم إلى: الاتصال الذاتي- الاتصال الشخصي- الاتصال الجماهيري- الاتصال الثقافي- الاتصال الاجتماعي (علي محمد شمو ص 45-48، محمد يسري دعبس ص 198-231)
(10).
وباعتبار الوسيلة- وهو ما يهمني في مداخلتي- فينقسم إلى: الاتصال اللفظي والاتصال غير اللفظي.
أ- الاتصال اللفظي: ويستخدم فيه اللفظ كوسيلةٍ تُمكِّن المرسل من نقل الرسالة إلى المتلقي بصورةٍ مباشرةٍ ووجهًا لوجه.
ب- الاتصال غير اللفظي: ويقصد بها مجموعة التعبيرات التي يلاحظها الإنسان نتيجة احتكاكه, وتفاعله مع الآخرين, وما يتبع ذلك من التزام الصمت، أو التعبيرات الحسية والفسيولوجية كاحمرار الوجه، أو زيادة تصبب العرق.. أو الإشارات كإيماءات الرأس أو رفع اليد.. الخ (محمد يسري دعبس ص 198-231) (11).



اللغة
نظام من الرموز لها معاني
اتصال لفظي
اتصال غير لفظي
-
منطوق شفاهي
- كتابي
- لغة الإشارات
- لغة أعضاء الجسم


قواعد اللغة تتحكم
في الاتصال اللفظي
النواحي الجسمية والجسدية تتحكم
في الاتصال غير اللفظي


الشكل (محمد يسرى دعبس ص 168)
(12)


أنواع الاتصال اللغوي





حيث تمثل اللغة أساسًا فعالاً في عملية الاتصال الإنساني فاللغة هي أداة الاتصال، وهي عبارة عن نظام من الرموز لها معان ودلالات، فاللغة هي قوام الحياة الروحية والفكرية والمادية والتصورية الخيالية بها يعمق الإنسان صلته واتصاله بالفرد والمجتمع. (منال عبد المنعم ص 35)
(13)؛ لذا تعد خطبة الرسول- صلى الله عليه وسلم- من قبيل الاتصال اللغوي اللفظي وإن كانت لا تخلو من تعبيرات حسية.


5- منزلة الاتصال والاتصال اللفظي في الفكر الإسلامي:
هناك إشارات وردت في القرآن والسنة في مواضع عدة، تبين منزلة الاتصال ودوره وتأثيره في العلاقات الإنسانية منها:
قوله تعالى:
﴿الرَّحْمَنُ(1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ(2) خَلَقَ الاِنسَانَ(3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ(4)﴾ (الرحمن) فذكره عز وجل "للبيان" الذي هو المنطق الفصيح المعرب عمَّا في الضمير، كما يقول الزمخشري (الزمخشري ج4 ص443) (14) وهو إشارة إلى الاتصال اللفظي.
وقوله تعالى: ﴿أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ(Cool وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ(9)﴾ (البلد) وقوله: ﴿اِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً36﴾ (الإسراء) وقوله على لسان موسى عليه السلام ﴿وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا (34)﴾ (القصص) وقوله ﴿وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالاَبْصَارَ وَالاَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ (النحل)، فذكره عز وجل لهذه الحواس، إشارةً إلى المرئيات والمسموعات، والمشافهات ومن وسائل الاتصال ما هو بصري ومنها ما هو سمعي، ومنها ما هو شفوي، كما في ذلك إشارة إلى الحواس الرئيسية في حصول الإدراك، ومن ثم التفكير ومن ثم التعبير، ذلك أن الحواس هي منافذ العقل إلى العالم، وقنوات الإدراك له والفؤاد هو مركز الإحساس والشعور.
وقوله تعالى: ﴿وَءَاتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ﴾ (ص: 20)، وقوله أيضًا: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبـِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾ (النحل: 125)، فالحكمة وفصل الخطاب والموعظة الحسنة هي من مهارات الاتصال الحسن.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "إن من البيان لسحرًا" إشارة إلى الاتصال اللفظي، وقوله صلى الله عليه وسلم- "من فقد حبيبتيه- عينيه- وصبر كان جزاؤه الجنة" (رواه البخاري)، إشارة إلى فقد لذة العين أو لذة الاتصال المرئي، وهي من أعظم اللذات لذا كان جزاؤه الجنة، وتفسيره- صلى الله عليه وسلم- لقوله تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَـتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سبِيلِهِ﴾ (الأنعام:153) فمثَّل لهم ذلك بخط مستقيم وحوله خطوط متعرجة، وقال لهم إن الخط المستقيم هو صراط الله (المنهج)، أما الخطوط المتعرجة فهي بقية السبل الضالة (أخرجه ابن ماجة والدارمي)، وكان هذا الرسم أوقع على نفوسهم وأذهانهم من مجرد اللفظ الشفوي.


الصراط المستقيم
سبل الشيطان

فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يعتمد على الرسم البياني، وعلى الإشارة، بالإضافة إلى اللفظ، وكلها وسائل اتصال، وخطبة الرسول- صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع من قبيل الاتصال اللفظي الفعال؛ حيث يتجلى فيه استعمال أساليب لغوية متنوعة للإقناع، وتحري الدقة في استعمال اللغة.
وعن بدء اهتمام علماء المسلمين بوضع قواعد للاستعمال الأمثل للغة أو ما يُسمَّى باللغة العليا, فإنه كان منذ تدوينهم لأصول القفه وعلوم البلاغة, ويرجع اهتمام أصول الفقه باللغة العليا إلى الحاجة إلى فهم القرآن الكريم بمعرفة دلالات الألفاظ, والتركيبات اللغوية, والأساليب البيانية فيه، يقول الغزالي في المستصفى: "إن الشيء له في الوجود أربع رتب: حقيقة في نفسه، وثبوت مثاله في الذهن ويُعبِّر عنه بالعلم التصوري، الثالث: تأليف أصوات بحروف تدل عليه وهي العبارة الدالة على المثال الذي في النفس، الرابع: تأليف رقوم تدرك بحاسة البصر دالة على اللفظ وهي الكتابة".
وإذ يصطلح على التعامل مع الآخرين عن طريق الاستعمال الأمثل للغة بـ"الاتصال" فإن البعض يرى أن المصطلح "اتصال" لا يعكس المعنى الحقيقي للكلمة الإنجليزية
Communication فهذه الكلمة تعني فن التخاطب والبيان وفهم الآخرين فهمًا عميقًا وإجادة التعبير عن الأفكار والآراء للوصول إلى أقصى ما يمكن الوصول إليه من التأثير، وربما كانت كلمة "التبليغ" أو "البلاغة" أصدق وأوفى في التعبير عن معنى هذه الكلمة، خاصةً إذا علمنا أن علم البلاغة العربية يشمل ثلاثة علوم (البيان, المعاني, البديع) وكل من هذه العلوم الثلاثة يتصل بالمعنى المقصود بكلمة Communication (محمد التكريتي1994 ص 164-165) (15).
6- أسلوب القرآن واللغة العليا وأسلوب ملتون:


إذا كانت اللغة العليا تعني سد النقص واستدراك العيوب اللغوية لإيضاح المعنى وفهم المقابل وتوسيع حدود الإدراك, وتستعمل هذه اللغة في الاجتماعات واللقاءات, وإذا كان أسلوب ملتون هو محاولة إشغال العقل الواعي للوصول إلى العقل الباطن للتأثير فيه عن طريق استخدام الاستعارة والمجاز والأساليب البيانية, ويستعمل هذا في العلاج النفسي، فإن ملتون أركسون لو كان يعرف العربية وقرأ القرآن لوجد ضالته المنشودة، فيما حاول أن يصل إليه من استخدام اللغة في التأثير اللاشعوري في الإنسان, فقد أثَّر القرآن في العرب (المؤمن والكافر)، وكان أول مَن التفت إلى أسباب تأثير القرآن على مستمعيه وهو الإمام عبد القاهر الجرجاني في كتابه (دلائل الإعجاز) ثم تلاه الزمخشري في الكشاف.. (التكريتي ص 167- 168 )
(16) حتى جاء سيد قطب فتوصَّل إلى ما توصَّل إليه ملتون أركسون كل بطريقته في كتابه (التصوير الفني في القرآن ) يقول سيد قطب "لقد كانت السمة الأولى للتعبير القرآني في إتباع طريقة لتصوير المعاني الذهنية والحالات النفسية وإبرازها في صورة حسية والسير على طريقة تصوير المشاهد الطبيعية والحوادث الماضية والقصص المروية والأمثال القصصية ومشاهد يوم القيامة, وصور النعيم والعذاب.. كأنها كلها حاضرة شاخصة بالتخييل الحسي الذي يفعمها بالحركة المتخيلة" (التكريتي ص 169) (17)، ولما كان- صلى الله عليه وسلم- لا ينطق عن الهوى، فقد جاءت خطبته من قبل اللغة النموذج في الخطاب وإليكم تحليل هذه الخطبة للوقوف على وسائل اتصالها السمعية ومدى تأثيرها في الجمهور وإقناعه لهم.


7- تحليل مضمون الخطبة:
من منطلق كون الرسول- صلى الله عليه وسلم- صاحب رسالة سماوية مدعم بالوحي فإنه ذو إدراك يسمح له بانتقاء الكيفيات والكلمات التي ستكون بالغة الأثر في الجمهور حيث:
1- أنه صلى الله عليه وسلم انتقى مكانًا ذا هيبة وهو جبل عرفة ووقتًا عظيمًا هو موسم الحج وركن الوقوف بعرفة، مما يفهم منه على أنه يريد أن يبلغ رسالة عظيمة، وفي ذلك (استثارة الانتباه) (تنبيه حسي بصري).
2- أعطى المجال الزمني الكافي حتى ينتبه جمهور الحاضرين من الحجاج.
3- بدأ- صلى الله عليه وسلم- خطبته بقوله:
"أوصيكم عباد الله", فنجده في هذه العبارة اللفظية قد جمع كل الجمهور تحت لوائه بطريقةٍ ذكيةٍ وبسيطة بغض النظر عن درجات إيمانهم، وإن لهذا النعت (عباد الله) وقع نفسي كبير إذ يجعل حتى من كان إيمانه أقل درجة في نفس مستوى الانتباه والفضول مع من كان إيمانه أقوى، حتى إنَّ هذه العبارة في ذات الوقت تعد دافعًا للانتباه.
4- كما تدل هذه العبارة على إدراك الرسول- صلى الله عليه وسلم- للطبيعة النوعية للجمهور الذي أمامه، فهو جمهور رغم عدم تجانسه التام (لوجود فروقات في العمر والذكاء و..) إلا أنه ذو اتجاه ديني واحد، وذو هوية محددة فهو جمهور مسلم مؤمن بما يدعو إليه الرسول- صلى الله عليه وسلم- لذا نجده يقول "عباد الله" وهو بناء لفظي يدل على عبوديتهم لله والتي تستلزم الخضوع له عز وجل، ومن ثمَّ حتمية الاستماع ثم الإدراك والتفسير والفهم، ثم الاستجابة والتأثر ثم الطاعة التي هي أعلى مراتب الاستجابة بأن يتجسد الأثر في أنماط سلوكهم.
5- ثم أردف ذلك بقوله "بتقوى الله"، إذ نجده دون إطالة أعطى ملخص الرسالة مباشرةً حتى لا يشتت انتباه الحضور، وفي ذلك تحديد للموضوع، وتحديد للهدف في وضوح ودقة، حيث أعطى الكلمة الملائمة مباشرة "تقوى" بما تتضمنه من حث على الطاعة وتجنب المعصية.
6- ثم ينتقل الرسول- صلى الله عليه وسلم- إلى صميم موضوع الرسالة فيعمد إلى جعل البناء اللفظي للخطاب عام غير خاص، يتعدى الجمهور الذي أمامه إلى أجيال لاحقة غير معينة؛ ذلك أنه بصدد وضع مبادئ تنظم حياة الجمهور الذي أمامه وحياة الأجيال القادمة بلا استثناء؛ لذلك كان التكرار في قوله: "أيها الناس" تأكيدًا لهذا التعميم.
7- وعند مباشرته- صلى الله عليه وسلم- في تحليل مضمون الرسالة يقول "اسمعوا مني أبين لكم لعلي لا ألقاكم بعد عامكم هذا في موقفي هذا", فنجد هذه العبارة ترفع من مستوى التنبيه لدى الجمهور مما يجعل ما يليها ذا قيمة أعلى يتطلب تفرغًا ذهنيًّا ونفسيًّا كاملين لاستقبال هذه الرسالة، فنلاحظ أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- قد قضى على كل عوامل التشويش في أي رسالة (عوامل فزيائية كالضجيج أو نفسية)، وهذا سيؤدي حتمًا إلى نجاح عملية التبليغ أو عملية تلقي المعلومات والبيانات، فالبيان الوارد في قوله "أبين" يمتاز بالخصوصية فهو آخر بيان للإنسانية جمعاء، يلقى من آخر الأنبياء، ولهذا المعنى أبعادًا نفسية متميزة لدى الرسول- صلى الله عليه وسلم- ولدى جمهوره على السواء, فهو من جانب الرسول- صلى الله عليه وسلم- يجسد جوانب من حرصه على أمته ويبرز صدقه في التوجيه، ودقته في الإرشاد قبل مفارقتها, وهي من قبل الجمهور المستقبل يعكس تعلقه بالرسول- صلى الله عليه وسلم- وحرصه على تلقي ما سيرسله جملةً وتفصيلاً؛ لذلك بدا الجمهور ساكنًا، مطمئنًا، يقظًا، متأدبًا حال التلقي والمتابعة، وهذا ما يتمثل للقارئ أو السامع للخطبة أو الرسالة, كما تدل العبارة على نجاح الرسول- صلى الله عليه وسلم- في اختيار المكان المناسب (جبل عرفة)، والوقت المناسب "موسم الحج وركن الوقوف بعرفة" في إرسال هذه الرسالة، ففي هيبة المكان والزمان جذب للجمهور، وضمان لصفاء تلقيه لتفاصيل ما يأتي من محتوى الرسالة الموجهة إليهم, وكانت رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم تمس عدة محاور منها:


أولاً: محور العلاقات الإنسانية على المستوى الاجتماعي:
فقد حرص الرسول- صلى الله عليه وسلم- أن تكون الرسالة مما يهدف إلى تحقيق الأمن والاطمئنان للفرد والأمة ويتجلى هذا في:
1- حرمة الدم والمال والعرض:
في قوله صلى الله عليه وسلم : "
إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام" فهذه العبارة تبعث على الشعور بالراحة النفسية لأي فرد سيقرر العيش في المجتمع الإسلامي، كما أن حقن الدماء وحفظ الأموال وصون الأعراض يعد مؤشرًا من مؤشرات التوازن الاجتماعي في المجتمعات، وبهذا يضع الرسول- صلى الله عليه وسلم- حدًّا لتلك الأنماط السلوكية غير المرغوبة التي كانت في مجتمع الجاهلية من عنف وعدوانية وانتقام وظلم ولصوصية.. فهو يستبدل الصراعات الاجتماعية، بتشريع يضمن للإنسان الحفاظ على مقومات إنسانيته والعيش في حياة آمنة, ومن مبدأ حرص الرسول- صلى الله عليه وسلم- على الراحة النفسية لأفراد أمته، وقوة علاقاتهم الاجتماعية من بعده، أكد قداسة حرمة الدم، والمال، والعرض، إلى يوم القيامة، وهو ما عبَّر عنه بقوله "إلى أن تلقوا ربكم", ولتأكيد أبدية هذه الحرمة، جعل حرمة الدم والمال والعرض كحرمة الأشهر الحرم والبلد الحرام، لما للأشهر الحرم وللبلد الحرام من وطأة نفسية لدى الجمهور، فيكون بذلك قد أعطى كل شروط النجاح في إيصال الرسالة, وختم ذلك بلغة الاستفهام "ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد", وهذه الصيغة اللفظية هي من وسائل الرسول- صلى الله عليه وسلم- الخاصة في ضمان نجاح أصداء حواره في عقول جمهوره المستقبل كما تبعث على ارتياحه النفسي، فقد ضمن سلامة تبليغ الرسالة التي حمل عبأها, كما في ذلك تنويه على أن الأمور لا تتوقف عليه كشخص, وإنما تتعدى إلى كونها لها علاقة بالله عز وجل، لذلك تكررت هذه العبارة طيلة إلقائه للرسالة، (كما لا يخلو السؤال من إثارة للانتباه) (محمد عثمان نجاتي ص191, عبد العظيم الفرجاني ص 64) (17).
وفي كل الصيغ اللفظية السابقة التي تفيد التوكيد، تجلت مهارة الرسول- صلى الله عليه وسلم- في احتواء جمهوره وشدَّ انتباهه الكامل، وجعله في أقصى درجة الاستثارة، و في التحكم في وجدانه وعقله، وفي التأثير فيه.


2- قضية أداء الأمانة:
وبعد المؤشر السابق رصد الرسول- صلى الله عليه وسلم- بُعدًا اجتماعيًّا آخر لا يقل أهميةً عن سابقه، مما يضمن سلامة العلاقات الاجتماعية بين الناس، وهي قضية أداء الأمانة، فهي تظل مطلبًا جمعيًّا ملحًا في ضمان سلامة العلاقات الإنسانية وقوتها.
3- تحريم الربا:
فمن مبدأ سلامة التعامل من واقع صدق العلاقة بدأ الرسول- صلى الله عليه وسلم- الحوار حول النموذج الاقتصادي فيعلن تحريم ربا الجاهلية على إطلاقه تأكيدًا لمدلول النص القرآني، ثم يزيد هذا التأكيد خطرًا حين يعمد إلى النسبة الجاهلية من قبيل الاستهجان والتنفير، ثم يزداد التأكيد أهميةً حين يبطل ربا عمه العباس، فهو بهذا يضرب المثل الأعلى والقدوة الحسنة لجمهوره حين يبدأ بأقرب الناس إليه, وهو ما يُجسِّد منطق الصدق ويبرز روح التجرد والموضوعية، ومن ثم مصداقية الرسالة، فوضع المبادئ والثوابت لا تخضع لمعيار النسب والحسب ولا لمعيار العصبية والانتماء، والناس سواء إلا من خلال التقوى, وانتهى إلى تعميم الحكم على كل ما كان من مآثر الجاهلية التي اتخذها البعض أساس سلوكًا تهم زمنًا طويلاً, فأخذ منها موقفًا عدائيًّا هادفًا بذلك إلى سواء العلاقات الإنسانية, لكنه استثنى ما كان مؤشرًا من مؤشرات الاستعداد الديني, وحس القداسة حول خدمة الكعبة وسقاية الحجيج, وفي الأمر انتقاء لبعض الصور دون غيرها.
ثانيًا: محور العلاقات الإنسانية على المستوى الأسري.
ولضمان الراحة النفسية لجمهوره, توقف الرسول- صلى الله عليه وسلم- عند جوهر العلاقات الإنسانية عبر كل مستوياتها من أوسعها مجالاً وهو مفهوم الأمة إلى أشدها ضيقًا وهو مستوى الأسرة, وهنا تتجلى مهارة الرسول- صلى الله عليه وسلم- في استقرائه لكل شئون جمهوره ما عظم منها وما صغر.
أ- موقع الزوجين في بناء الأسرة: فعمد إلى توزيع الأدوار بما يتلاءم والفطرة الإنسانية والرسالة العظيمة المنوطة بهما.
ب- موقع المرأة في بناء الأسرة: وفي موضع آخر يقف الرسول- صلى الله عليه وسلم- على موقع المرأة من الكيان الأسري, مما يتطلب أن يضع لها قانونًا يضمن لها تجاوز مراحل الابتذال والمهانة, فنص صلى الله عليه وسلم على الشروط, وحدد المعطيات التي تضمن للمرأة بأن تلعب دورها الاجتماعي على أكمل وجه, فإن أخطأت وانحرفت عن السلوك المرغوب فقد حدد لها من صور العقاب التي يمكن أن تضمن تراجعها عن نمط السلوك غير المرغوب إلى نمط السلوك المرغوب لأن التقصير وارد, وذلك بتدرج ورفق بها, مع التأكيد على التوصية بها خيرًا, ونجد في هذا ما يجعل المرأة مقبلة على هذا الدين برغبة في الحياة أكثر نظرًا لما عانته في الجاهلية.
ثالثًا: محور العلاقات الإنسانية العامة:
1- إبطال شأن العصبيات وتأكيد منطق الأخوة: وفي الإطار الإنساني العام يؤكد الرسول- صلى الله عليه وسلم- منطق الأخوة في الإسلام ويبطل شأن العصبيات ورابطة الدم لتحل محلها الرابطة الروحية الجديدة، ففي النص القرآني
﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ (الحجرات: من الآية 10) ما يجمع الكثير من المعاني الإنسانية المطلقة, وهذا ما أكده الرسول- صلى الله عليه وسلم- في سلوكه, حينما جعل سلمان الفارسي من آل البيت بغض النظر عن نسبه, وهو التطبيق العملي لقوله صلى الله عليه وسلم "كلكم لآدم وآدم من تراب..." وقوله "ليس منا مَن دعا إلى عصبية, وليس منا مَن قاتل على عصبية, وليس منا مَن مات على عصبية".
2- الإرشاد إلى الالتزام بمصدر التشريع الصحيح ونبذ العودة إلى الصراعات الجاهلية:
وفي سياق الإطار الإنساني العام تتمثل لنا صورة الرسول- صلى الله عليه وسلم- وهو أشد حرصًا على جمهوره وأكثر خوفًا عليهم من أن يعودوا إلى ما كانوا عليه من صراعات الجاهلية، وقيم الوثنية، وتمزق العلاقات الإنسانية مما دفعه إلى أن يرشدهم إلى الالتزام بالمصدر التشريعي الصحيح وهو "القرآن الكريم".
3- تأكد الرسول- صلى الله عليه وسلم- من إيصال رسالته إلى جمهوره بأمانة حافز يجعلهم حملة الرسالة من جديد-:
فحين يستفهم الرسول- صلى الله عليه وسلم- عن مدى تبليغه للرسالة وإشهاد جمهوره على ذلك، ويكون الجواب بالإيجاب ينتقل الرسول- صلى الله عليه وسلم- إلى ما يضمن له نجاح عموم التبليغ إلى مختلف الأجيال اللاحقة فيحمل جمهور المتلـقين جانبًا من آثار التبليغ وإيصال الرسالة إلى الناس من بعدهم وهي مسئولية تتطلب وعيًا تامًا بكل ما جاء من المرسل- صلى الله عليه وسلم- كما تستلزم الأمانة في النقل.


الخاتمة:
هذه بعض المحطات والإشارات في هذه الرسالة ذات مباني لفظية لغوية ولكنها مليئة بالمحتوى الإنساني فهي كانت وستبقى وسيلة اتصال مثلى لنمذجة الفرد وإعداده ليكون ذا ميول إيجابية في مجتمعه فيصنع النجاح في الحياة دون أن ننسى الطابع الديني الذي جاءت من أجله, ومنه استنتج بعض ملامح فعالية هذا الاتصال اللفظي الشفوي الشخصي الجماهيري؛ وذلك من خلال امتلاك الرسول- صلى الله عليه وسلم- لمهارات اتصالية فعالة تتجلى فيما يلي:
1- مهارة الرسول- صلى الله عليه وسلم- في التعرف على طبيعة ونوعية الجمهور المرسل إليه.
2- مهارة الرسول- صلى الله عليه وسلم- في تحديد الموضوع بدقة وإدراكه بوضوح للهدف من رسالته.
3- بساطة الحديث ودقة العرض عند الرسول صلى الله عليه وسلم.
4- مهارة الرسول- صلى الله عليه وسلم- في انتقاء الألفاظ الدالة فعلاً على المعنى وفي التحديد الدقيق للمعلومات والبيانات.
5- استشعار الرسول- صلى الله عليه وسلم- لحجم مسئوليته واعتماده على الحجة في الإقناع.
6- الصدق والإخلاص في تبليغ الرسالة وتوضيحها للجمهور.
7- مهارة الرسول- صلى الله عليه وسلم- في جعل مضمون الرسالة مرتبطًا ومتفقًا مع خبرات وحاجات المتلقين.
8- مهارة الرسول- صلى الله عليه وسلم- في التحكم في فكر ومشاعر الجمهور المستقبل، مما كان سببًا في ضمان حسن استماعه وهذا يدل أيضًا على مهارة الرسول- صلى الله عليه وسلم- في فهم السمات الشخصية للجمهور واتجاهاتهم وميولهم ودوافعهم.
9- مهارة الرسول- صلى الله عليه وسلم- في كشفه لجوهر علاقته بجمهوره؛ حيث بدا شديد الحرص عليه خاصةً عندما كشف أن جوهر العلاقات الإنسانية هي الروابط الروحية بدلاً من العصبيات.
10- مهارة الرسول- صلى الله عليه وسلم- في اختيار الوقت المناسب والمكان المناسب لإرسال رسالته فاختيار التوقيت المناسب للاتصال من جانب المتلقي والمرسل معًا هي من أعلى مراتب الاتصال.
11- مهارة الرسول- صلى الله عليه وسلم- في رسم كيفية استثارة الانتباه وكيفية إعداد الجمهور وتهيئته نفسيًّا وذهنيًّا لتلقي الرسالة منتقيًّا بذلك الأدوات اللغوية المناسبة لتحفيز الاتصال.
12- مهارة الرسول- صلى الله عليه وسلم- في التنبؤ بالمعوقات التي قد تصادف عملية الاتصال وكيفية التغلب عليها أو التقليل من مفعولها وتأثيرها السلبي.
13- الطمأنينة والسكينة للجمهور طيلة تلقي الرسالة.
وخلاصة القول مهارة الرسول- صلى الله عليه وسلم- في الإعداد الجيد للرسالة من جميع جوانبها, واعتماده ليس على اللغة العليا فحسب كما يسميها علماء الاجتماع وعلم النفس ولا على أسلوب ملتون في العلاج النفسي، ولكنها من قبيل (جوامع الكلم) بمصطلح الشريعة.
الإحالات والمراجع:
1- علي محمد شمو الاتصال الدولي والتكنولوجيا الحديثة دار القومية العربية للثقافة السودان، ص 37
2-3 علي محمد شمو- المرجع نفسه- ص 26
4-5- محمد يسري دعبس- الاتصال والسلوك الإنساني، البيطاش سنتر للنشر والتوزيع، الإسكندرية، مصر 1999 ص 45.
6- محمد يسري دعبس- المرجع نفسه- ص 15, علي محمد شمو- المرجع نفسه ص 37-39
7- محمد يسري دعبس- المرجع نفسه ص 16
8- عبد العظيم عبد السلام الفرجاني- تقنيات الاتصال التعليمي من القرآن والسنة- دار غريب القاهرة مصر2002 ص 10-11, محمد أحمد النابلسي- الاتصال الإنساني في علم النفس- دار النهضة بيروت لبنان1991 ص93
9- أنظر: محمد يسري دعبس- المرجع نفسه- ص 48 -50, علي محمد شمو- المرجع نفسه ص 48-52
10- أنظر محمد يسري دعبس- المرجع السابق- ص 198- 231, محمد أحمد النابلسي- المرجع السابق- ص48-50, علي محمد شمو- المرجع السابق- ص 45-48.
11- 12- محمد يسري دعبس- المرجع نفسه، ص 168
13- منال عبد المنعم- الاتصال الثقافي- منشأة المعارف- الإسكندرية- 1997م- ص 35.
14- الزمخشري- الكشاف- دار الكتاب العربي- بيروت- لبنان- ط3- 1987- ج4- ص 443.
15- محمد التكريتي- آفاق بلا حدود- بحث في الهندسة النفسية- دار الخلدونية- الجزائر- ط1- 1994- ص 164-165.
16- محمد التكريتي- المرجع نفسه- ص 167-168.
17- أنظر الحديث النبوي الشريف وعلم النفس- محمد عثمان نجاتي- دار الشروق- القاهرة- مصر- ص 191, عبد العظيم عبدالسلام الفرجاني- المرجع نفسه- ص 46

مقتطفات من خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع
يقول صلى الله عليه وسلم: "الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلَّ له, ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أُوصيكم عباد الله بتقوى الله وأحثكم على طاعته وأستفتح بالذي هو خير.
أما بعد: أيها الناس: اسمعوا مني أُبين لكم، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا.
أيها الناس:
"إن دماءكم وأموالكم حرامٌ عليكم، إلى أن تلقوا ربكم، كحرمةِ يومكم هذا في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا هل بلغت؟ اللهم فأشهد".
فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى مَن ائتمنه عليها، وإنَّ ربا الجاهلية موضوع، وإن أول ربا أبدأ به ربا عمي العباس بن عبد المطلب، وإن دماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب, وإنَّ مآثر الجاهلية موضوعة غير السدانة والسقاية.
أيها الناس: إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه، ولكنه قد رضي أن يُطاع فيما سوى ذلك مما تحتقرون من أعمالكم.
أيها الناس: إن لنسائكم عليكم حقًّا ولكم عليهن حقًّا لكم عليهن ألا يوطئن فرشكم غيركم ولا يدخلن أحدًا تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم، ولا يأتين بفاحشة فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تعضلوهن وتهجروهن في المضاجع وتضربهن ضربًا غير مبرح فإن انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف, وإنما النساء عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئًا أخذ تموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيرًا ألا هل بلغت؟ اللهم فأشهد!
أيها الناس: إنما المؤمنون إخوة ولا يحل لامرئ مال أخيه، إلا عن طيب نفس منه ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد! فلا ترجعن بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض, فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لم تضلوا بعدي كتاب الله ألا هل بلغت؟ اللهم فأشهد!
أيها الناس: إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب.. إن أكرمكم عند الله أتقاكم, وليس لعربي على أعجمي فضل إلا بالتقوى, ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد!.. قالوا: نعم قال: فليبلغ الشاهد الغائب
.

http://www.alexagri.com/forum/showthread.php?t=11248
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://afaqbouz.yoo7.com
 
الاتصال اللفظى الفعال من خلال خطبة الوداع / د. صليحة بن عاشور
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مقدمة في الاتصال الفعال / سحر النادي
» دراما الاتصال في المجتمع المعقّد
» الاتصال الإسلامي الخارجي وحوار الحضارات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جمعية الآفاق للتربية و الثقافة ببوزنيقة :: الركن الإسلامي :: التواصل الإسلامي الفعال-
انتقل الى: