جمعية الآفاق للتربية و الثقافة ببوزنيقة
مرحبا بكم(ن) في منتداكم(ن)
سجل(ي) لكي تشارك(ي) في مواد المنتدى
جمعية الآفاق للتربية و الثقافة ببوزنيقة
مرحبا بكم(ن) في منتداكم(ن)
سجل(ي) لكي تشارك(ي) في مواد المنتدى
جمعية الآفاق للتربية و الثقافة ببوزنيقة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جمعية الآفاق للتربية و الثقافة ببوزنيقة

المقر 116، حي الرياض، بوزنيقة . المغرب- Tél: 0512099251
 
الرئيسيةالرئيسية  PortailPortail  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 الرسالة الإنسانية.. والبناء الحضاري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
آفاقي
مشرف
مشرف
آفاقي


عدد المساهمات : 14
تاريخ التسجيل : 29/09/2009

الرسالة الإنسانية.. والبناء الحضاري Empty
مُساهمةموضوع: الرسالة الإنسانية.. والبناء الحضاري   الرسالة الإنسانية.. والبناء الحضاري I_icon_minitimeالجمعة 16 سبتمبر - 6:22



* أ. د. محمد أديب الصّالح
أنّ الأُمّة المسلمة عندما تستأنف طريقها لتكون المجاهدة بحق – على ما لهذه الحقيقة من شمول – لا تكون وفية لنفسها فحسب، ولكن تكون وفية للإنسانية كلها: لأنّ رسالة الإسلام رسالةٌ إنسانية تستعلي على الحدود والقيود. ونحن نرى في عصرنا الحديث – بجانب النكبات التي تلم بأُمّتنا من هنا وهنا – عَرَج الحضارة المادية؛ لأنّها أهملت وتهمل الحقيقة التي يجب أن يقوم عليها البناء الحضاري بشقيه المادي والروحي مدنية وثقافة، لقد أهملت العقيدة التي تضمن سلامة المنطلق في التفكير والثبات في كريم الأخلاق، وسلامة الحركة في الإفادة من تسخير الكون للإنسان كما أراد الله تعالى، كما تضمن لوناً من التكامل والتوازن – في بنية الإنسان وعلاقته بالكون والحياة – يباعد بين تلك الحضارة وبين أن ينمو جانب على حساب جانب آخر، وأن تضيع القيم في غمرة التسابق على المادة، والأثرة في السلطان والتحكم في مصائر الشعوب.
وغير خافٍ أنّ الحضارة التي تهمل الجانب الروحي، تُضيع الإنسان الذي هو عمدة الأمر وعماده – كما أراد الله – وفي الوقت نفسه تجعل منه مخلوقاً يستخدم منجزات الحضارة المادية ومعطيات لعلم التقني فيما لا يجوز إستخدامها فيه من الأذى وطغيان الإنسان على أخيه الإنسان. ناهيك عن فقدان الشعور بالسعادة مبتغى الجميع.
وبذلك تختل القيم، وتهتز المعايير، وتصبح الجماعات البشرية في وضع لا تغبط عليه؛ لأنّها نهب مقسَّم بين ظالم ومظلوم، أجل تصبح تلك الجماعات في وضع لا تغبط عليه، مهما توافر لها أو لبعضها من وسائل الترفيه ومظاهر الحياة المادية بألوانها وأشكالها.
وتعدد المكاييل عند أكبر قوة دولية مسيطرة اليوم لا تخفى!!
من هنا يجد المرء نفسه مشدوداً إلى معاودة النظر في تلكم الآيات التي في سورة التوبة استجلاءً للغرض الذي من أجله – والله أعلم – كان تأكيد فضيلة أولئك الذين جمعوا إلى الإيمان هجرةً إلى الله ورسوله، وجهاداً في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم؛ فهم أعظم درجة، ولهم مالهم في الآخرة من النعيم المقيم في جنات الخلد يفوزون به عند أحكم الحاكمين! (الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) (التوبة/ 20).
الإيمان والهجرة إلى الله ورسوله قبل فتح مكة، والجهاد في سبيل الله بالأموال والأنفس، هذه الأمور العظام على ساحتي الدعوى والعمل: كانت شاهد صدق على أنّ الإيمان قد خالطت بشاشته القلوب، وبرهاناً يقينياً على حال من القيام بمقتضياته، سمعت بأصحابها ليكونوا أعظم درجة عند الله.
وليس هذا فحسب، بل ختمت الآية بأن جعلتهم هم الفائزين بما توافر لهم من الإيمان الصادق ومستلزماته، قال تعالى: (وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ).
وما أُحيلاها بشارةً كريمة من ربّهم سبحانه برحمة منه ورضوانٍ وجناتٍ لهم فيها نعيم لا ينقضي، وهم خالدون في هذه الجنات أبداً.
وذلك كله أجر من الله الكريم المنان؛ لأنّه جلّ وعلا عند أجر عظيم (يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) (التوبة/ 21-22).
ألا ما أكرم هذه الحوافز التي تنشئها العقيدة، وما أعظم ما تدفع بأصحابها إلى ميادين البذل والعطاء على كل صعيد؛ لأن ما عند الله خير وأبقى، والله تبارك وتعالى قد اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن.
إنّ إنطلاق الأُمّة في ميادين العلم والبناء – بكل مضامينه ومفهوماته – إعداداً للقوة وإستعداداً للجهاد في سبيل الله: هو المؤشر الفيصل بين مرحلتين؛ لأنّه يعني أنّ الأُمّة قد بدأت تضع أقدامها على الطريق، لا من أجل أغراض دنيوية قريبة يلهث وراءها المتبطلون، أو إعتداء وتجاوز للحق وإنسانية ولكن لله وفي سبيل الله، وذلكم وحده أبداً إيذان بانتصار الحق على الباطل في النفوس، وهو الخطوة الأولى للإنتصار العظيم في الداخل والخارج، في تحقيق للوجود الذاتي الذي يضمن إستقلالية القرار، وسلامة الوجهة مهما تلبَّدت غيوم الفتن وتداعيات السوء. ويؤمئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله.
والله غالب على أمره ولكن كثيراً من الناس لا يفقهون.

المصدر: كتاب القصص القرآني وعطاء الشباب (القلب.. والعقل.. والساعد)

www.balagh.com


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الرسالة الإنسانية.. والبناء الحضاري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جمعية الآفاق للتربية و الثقافة ببوزنيقة :: الركن الإسلامي :: التواصل الإسلامي الفعال-
انتقل الى: